مفهوم مصطلح >الإرهاب< في القرآن الكريم
على ضوء ما قدمته لنا التفاسير يمكننا استنتاج أبعاد هذا المصطلح القرآني فيما يلي:
1 ـ اقترنت لفظة >الرهب ـ فارهبون ـ< بمسألة التوحيد والعبادة والطاعة، وخصت عموم الكفار والمنافقين والمعاندين، وعنت بوجه أخص بني إسـرائيل، الذين يسعون اليوم بوساطة وسائلهم الكثيرة لإبعادها عن أنفسهم وإلصاقها بالمسلمين·
2 ـ التصقت لفظة >الرهب ـ استرهبوهم ـ< بالسحرة والمشعوذين والكذب والتخييلات والخداع والظلم·
3 ـ دلت لفظة >الرهب ـ الرهبة ـ< على الخشية من الله تعالى، والتصقت هنا بفئة المؤمنين من قوم موسى عليه الصلاة والسلام، فصار هناك راهـب، ومرهـوب، وأمر مرهـوب منه، وهو الخـوف من بطش وأخذ الله تعالى·
4 ـ دلت لفظة >الرهب ـ ترهبون ـ< على الترهيب لأعداء الله، وركزت على أنه حق شرعي منحه لعباده المسلمين زمن الحرب، لإرهـاب أصناف المعتدين من أعداء الله، ممن يقعدون للمسلمين في كل مرصد بهدف إيذائهم وتخضيد شـوكتهم· كما أكدت على أنه هو حقهم الديني المشروع للدفاع عن أنفسهم وعرضهم ومالهم وأوطانهم·
5 ـ دلت لفظة >الرهب ـ الرهب ـ< على منتهى الخوف والانبهار من معجزة الله تعالى لموسى بإضاءة اليد·
6 ـ دلت لفظة >الرهب ـ رهبا ـ< على الرجاء والأمل والرغبة في عطاء الله، والخوف والفرق من عذابه·
وعليه فالرهب كما ضبطت أبعاده ومعالمه الآيات القرآنية حالة نفسية داخلية باطنية، تتجسد ظاهريا وسلوكيا في تصرفات الفرد، وأنها علاقة بين طرفين راهب ومرهوب، ربطها الله سبحانه وتعالى بنفسه عند إرادته التخويف لعموم الكافرين، ولخصوص اليهود المعاندين·
وهي حق شرعي منحـه الله لعباده المؤمنين للدفاع عن حومـة الدين وبيضة الأمة المسلمة ضد أعداء الله وأعدائهم· وإن ذهبت بعض الأدبيات السياسية الحديثة إلى نعت العرب والمسلمين به، والعمل جاهدين عبر سائر مؤسساتهم ووسائلهم على إلصاقه بالإسلام· ونعته بأنه ديـن إرهابي· وحشد الطاقات الدولية عبر مختلف المحافل العالمية لوسم الإسلام بـه، متخذين بعض الأعمال المعزولة التي يقوم بها بعض العرب والمسلمين للتعبير عن عدالة قضاياهم· ويسعى الغرب ـ اليوم ـ عبر محاولات سـياسية وفكرية إلى إيجاد تحالفات قوية تضم العرب والمسلمين لمقاومة أنفسهم، وتخريب ديارهم، من دون أدنى تحريـر معرفي لمصطلحه، ودفع الآخر لمقاومته تحت ستار (محاربة الإرهاب)·
تعريف الإرهاب في المفهوم القرآني
ومن المفهوم القرآني نصل إلى تعريف الإرهاب بأنـه: (هو المحاولة القولية، أو العملية، أو الاثنتين معا، اللتان تهدفان بالأساس إلى ترويـع الآمنين المطمئنين في أي بقعـة في العالم، تجاه أي جنس، أو عرق، أو شعب ـ بغير حق التعامل بالمثل كما في فلسطين مثلا ـ وإلحـاق الضرر والأذى والتدمير والقتل بهـم، لابتزاز وتخضيع حكوماتهم ودولهم لمآرب غير شرعية أو قانونية)، فهل من مدكر؟ أم على قلوب أقفالها؟