بلاش تبوسنى ..انفلونزا الخنازير بين الحقيقه والوهم
نصحت الحكومة مواطنيها بالإقلاع عن تقبيل بعضهم البعض سواء على الخد أو غيره على سبيل التحية وفق العادة الشائعة في العديد من البلدان العربية، وذلك ضمن التدابير الوقائية التي أعلنت عنها لتلافى انتقال أو انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير.
يذكر أن الحكومة المصرية قررت ذبح جميع الخنازير الموجودة في البلاد ويتراوح عددها مابين 300 و400 ألف خنزير، ومن المقرر أن يتم تعويض مربيي الخنازير بمبلغ 1000 جنيه مقابل الخنزير الواحد.
في البدء لابد من التنويه ان فكرة المقال لا تخضع لنظرية المؤامرة بل هي قراءة تحليلية لواقع مؤلم ومرير ..
ابتدأت حرب الامراض على الكرة الارضية موجهة خطرها للبشرية ومهددة اياها بخطر انتشار الامراض كأوبئة تفتك بالضرع والزرع ومن قبلهن الانسان ... انطلقت من جنون البقر ، ثم الحمى القلاعية ، ثم الجمرة الخبيثة ، ثم السارز ، ثم انفلونزا الطيور ، و الآن انفلونزا الخنازير ،
وكل هذه مرتبطة ارتباطا مباشرا بأزمة عالمية اما سياسية أو أقتصادية أو إ جتماعية فتشد هذه الازمة الأنظار على بؤرة المشاكل الحقيقية فتسعى امريكا او النظام العالمي الى تفجير أزمة مفتعلة بعيداً عن موقع الازمة الحقيقية لتشتيت الانتباه وتزيغ نقاط الرؤية عن تلك الازمة نحو ازمات وهمية .
وانفلونزا الخنازير .. التي انطلقت شرارتها الاولى من المكسيك هي ازمة مفتعلة لا تعدو ان تكون أكثر من قنبلة صوتية او غاز مسيل للدموع ليصم الاذن ويعمي البصر عن رؤية تداعيات الازمة المالية العالمية التي ولاول مرة منذ انطلاق كل الازمات التي كانت تؤثر على المستضعفين فقط قد طالت المترفين وشركاتهم واعلنوا افلاسهم وهذه الازمة بالتأكيد ليست عابرة كما يحاولون ان يصوروها لنا لكنها على العكس هي ازمة تعلن فشلهم في مواجهة همجية افكارهم وخيالاتهم الواسعة التي امتدت بعيدا في عمق المستقبل وانحدرت كثيرا عن قمة الايمان بالله . و بما أنهم لا يمتلكون الحل السحري فقد قرروا هدر الوقت لكسبه لصالحهم وسلاحهم كان تدمير الوعي تخريب الوعي و تشتيت الانتباه فلوحوا لنا بالخطر القادم وصار على الجميع الحذر واعلنت منظمة الصحة العالمية درجات الخطر التي لا يعي الانسان العادي معانيها ، فما الفرق بين الدرجة الاولى والرابعة وتلويحهم برفع درجة الخطر الى الخامسة ؟؟!! هل يعني هذا الفرق غير موته بشكل مفاجيء بتأثير ذلك العدو الهلامي المجهول الهوية المسمى انفلونزا الخنازير Swine Flu فمجرد ذكره يثير التقزز والنفور .
ففي وباء ما يسمى انفلونزا الطيور... أنفقت دول العالم مليارات الدولارات على اجراءات الأمن وشراء علاج التاميفلو Tumiflu الذي تبين أن وزير الدفاع الأمريكي السابق Rumsfeld عضو في مجلس إدارة المختبر ومن كبار المساهمين مما يعني انتعاش اقتصادي لصالح امريكا ، وفي هذا الوباء انهارت صناعة تربية الدواجن في شرق آسيا تماماً بعد ان تم اعدام ملايين الدجاج عن طريق لجان متخصصة ترتدي ملابس خاصة مخيفة تبدو كرواد الفضاء وبيدها مرشات مرعبة تجعل القلب الضعيف يتجمد في مكانه ، لكن لم تظهر إصابة واحدة في امريكا و بقيت قطعانها سليمة . وكذلك ما حصل من انهيار للاقتصاد البريطاني بعد اعدام ملايين الابقار بنفس الطريقة وهددت صناعة اللحوم فيها اقتصاديا حتى باتت قريبة على شفى حفرة من الافلاس .. وهذا ما سعت له امريكا لتدمير اقتصاديات العالم لاجل بقائها دولة قوية مستعمرة تمتلك مقاليد القيادة وسلطة الاقتصاد .
أما في هذه الازمة التي طالت الاقتصاد الامريكي بشكل مباشر اولا والمستثمرين معه ، فعلى امريكا ان تستغل هذه الازمة لصالحها ، فبعد ان خرجت مظاهرات منددة من قبل من فقد العمل او ممن يرتبط بتعهدات مع البنوك في التسديد بموجب مواعيد محددة ، ومن رحمه ربي وبقي في العمل فقد انخفض راتبه كمعدل حوالي 70 % وصار الضغط الدولي كبير على امريكا فقد سعت الى هذه القنبلة الصوتية المسماة بانفلونزا الطيور لتنشر الرعب في العالم وساعدها في ذلك ؛ منظمة الصحة العالمية التي تدين بدين امريكا وتتعبد لها او ما يسمى باللوبي الصهيوني الذي يمتلك 2/3 اقتصاديات العالم ومسيطر عليها بالفعل لتعلن ان العالم على مقربة من الوباء المحتمل ولابد من حل رغم ان عدد الوفيات كل عام بالاتفلونزا العادية يتجاوز 700 ألف شخص كما تعلن نفس المنظمة ناهيك عن وفيات مرض الايدز . والادهى والامر ممن ساعد امريكا في حل ازمتها هو نحن بلدان العالم الثالث المهرولون بلهاث خلف سراب امريكا ، ليخرج الاكاديمي ومثقفي اوطاننا ليطلقوا لنا التحذيرات ويجعلونا نشعر بالخطر والخوف من هذا الوباء الخطير بكل غباء منهم ... ويلقذفوا علينا بحمم ابتلعوها بلا فهم منهم او ترجموها من مقالات غربية بسرعة قبل موعد المقابلة التلفزيونية بدقائق وربما ادركوا انهم يكذبون علينا ان كانوا من ادوات مزروعة بيننا او لم يدركوا لانهم ممن يسير مع القطيع كالانعام بل هم أضل ...
وسنرى كيف انه لا وباء من انفلونزا الخنازير قد انتشر وستضمحل تأثيراته ولكن الهدف قد تحقق من الرعب والرهاب الذي سببه في نفوس البشر ..
فأولئك المنددون لانهم فقد اعمالهم او تقلصت أجورهم سيكتفون بالمقارنة بين حجم الكارثة التي هم فيها وحجم الكارثة الاكبر لو انهم فقدوا حياتهم بفعل ذلك الوباء ، اما الفقراء فسيحمدون الله ان الازمة لم تمس حياتهم تحت شعار :سلط الله الظالمين على الظالمين وخرجنا من بينهم سالمين .
وستطفي تلك النار المتولدة من حرب انفلونزا الخنازير كما نتهينا من افلام الرعب التي عشنا فيها من ايام جنون البقر ، ثم الحمى القلاعية ، ثم الجمرة الخبيثة ، ثم السارز ، ثم انفلونزا الطيور.
وكفانا الله واياكم كل شر وكل شيطان مريد ...
وقد قال أحد الرؤساء المكسيكيون : مسكينة المكسيك قريبة من امريكا بعيدة عن الله