فقدت مصر واحدا من أبنائها الذين عاشوا في غموض حتى وافته المنية منذ شهور في إحدي مستشفيات القوات المسلحه .... كان خبر إنتقال المشير عبد الحليم ابو غزالة بمثابة مفاجئة لكثير من المصريين وذلك لأن أغلب المصريين كان يظن أن المشير ابو غزالة قد مات منذ زمن وهذا نتيجة حالة التعتيم التي فُرضت عليه منذ إقصائه عن منصبه كوزير للدفاع وما صاحبه من غموض إكتنف إنسحابه الحياة السياسية ومسرح الأحداث بطريقة درامية
فبدون مقدمات تمت إقالته من منصبه ودارت التكهنات في الشارع المصري او كما يقول البعض أطلق نظام مبارك شائعة مفادها بأنه سيتم تعيين المشير نائبا للرئيس ويعتقد البعض إنها كانت نوعاَ من التمويه حتى لا يحدث رد فعل شعبي او أي نوع من الإحتجاج على هذا القرار الغريب والغير منتظر لشخص في مكانة المشير وقدرته الفزة على إدارة الجيش بحنكة غير عادية وتجلت هذه الموهبة في سيطرته على أحداث الشغب في عام 86 وقوته في إدارة الأزمة وسيطرته على القوات المسلحة بطريقة هائلة
فالبعض يقول أن الجيش كله كان رهن إشارة واحدة من أصبع المشير ابو غزالة لما يلقاه من حب وإحترام وتقدير من كل فرد داخل القوات المسلحة وذلك نتيجة إهتمامه بالناحية الإجتماعية لكل فرد داخل المؤسسة العسكرية وهذا ما كان يفتقده الجيش المصري منذ تأسيسه عزز موقفه شبكة من العلاقات الخارجية كونها اثناء عمله كملحق عسكري في بعض العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية كل هذه الأمور ساعدت في بناء شخصية ابو غزالة الكاريزمية والذي كان مرشحاَ لخلافة السادات عقب إغتياله لكن ابو غزالة هو من رشح مبارك ليقود البلاد
بعد تدهور حالته الصحية, توفي المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة وزير الدفاع المصري الأسبق عن عمر يناهز 78 عاماً بمستشفي الجلاء التابع للقوات المسلحة.
وقالت مصادر طبية إن تدهور حالة الفقيد اكتشفه أحد أطباء الأسنان العام الماضي بعدما أصُيب بورم خطير في الفك استدعي سفره لفرنسا بناء علي نصيحة الرئيس حسني مبارك الذي اتصل به اكثر من مرة للاطمئنان عليه ونصحه بالسفر لاستكمال علاجه بناء علي تعليمات رئاسية عليا بتوفير جميع الامكانات والترتيبات الخاصة بالسفر والعلاج.
ويعتبر المشير أبوغزالة من أبرز القادة الذين ظهروا في مصر خلال الثلاثين سنة الاخيرة وعين وزيراً للدفاع عام 1981 في اول حكومة شكلها الرئيس مبارك برئاسته واستمر في منصبه حتي ابريل عام 1989 بعدما تردد من شائعات عن قيامه بدور قوي في تطوير برنامج الصواريخ المصري وهو ما أثار استفزاز الولايات المتحدة الامريكية.
وعمل بعدها أبوغزالة كمساعد للرئيس مبارك حتي عام 1993 بعدها آثر تقديم استقالته واختفي من الحياة العامة بعدما تردد اسمه كأحد أهم وأبرز الاسماء ان لم يكن الاسم الوحيد لتولي منصب نائب الرئيس في مصر, ويحظي المشير الراحل بشعبية واسعة، ومحبة وتقدير من جميع أطياف التيار السياسي المصري.
ولد أبو غزالة في فبراير 1930 بقرية زهور الأمراء بمركز الدلنجات، محافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد على, وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949, كما حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتى سنة 1961, كما حصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.
وتدرج في المواقع القيادية العسكرية، وعين وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عامًا للقوات المسلحة سنة 1981، رقي إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عامًا للقوات المسلحة منذ 1982م وحتى 1989. شارك في ثورة 23 يوليو 1952م حيث كان من الضباط الأحرار.
كما شارك في حرب فلسطين وهو ما يزال طالبا بالكلية الحربية، و شارك في حرب السويس وحرب أكتوبر وكان أداؤه متميزًا.
ولم يشارك في حرب 1967م حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة. حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين, وأقاله الرئيس المصري محمد حسني مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1989, وعين بدلاً منه الفريق يوسف صبري أبو طالب ثم المشير محمد حسين طنطاوى والذى لا زال يشغل هذا المنصب حتى الآن.
كانت سمعة المشير العسكريه مثالاَ عسكرياَ يحتذى به في القيادة والتطوير والحنكة حتى أن له العديد من المؤلفات العسكرية التي تدرس في الكثير من البلاد الاوروبية لما تحويه من خبرات رائعة في العلوم العسكرية هي ثمار دوره الرائع في إدارة حرب اكتوبر كواحد من أبرز رجالها الأكفاء والذي نال أرفع الأنواط والنياشين العسكرية تقديراَ لدوره الحيوي في الحياة العسكرية المصرية فالمشير ابو غزالة واحد من أعظم الشخصيات العسكرية في تاريخ مصر كان الرجل له قدرات ذكاء خارقة في فن الإدارة والقيادة إستطاع أن يخدم بلاده من خلالها ولكنها مثلت نقمه على حياته حينما شعر النظام بخطورته فكان قرار الإقصاء من العمل العام هو بمثابة إقصاء من الحياة ولا أحد يعلم بواطن الأمور وخفاياها لماذا إرتضى المشير أن يتم إغتياله بهذه الطريقة البوليسية وأي وسيلة ضغط إتخذت ضده حتى يصمت كل هذا دون ان يشعر أحد أنه كان مازال على قيد الحياة فهذه هي ضريبة الشهرة أيا كانت المكانة برحيل ابو غزالة تكون مصر قد خسرت واحد من ابنائها العظام والذين خدموها بامانة رافعاَ لوائها أينما ذهب فوداعاَ سيادة المشير عبد الحليم ابو غزالة الرجل الذي احب وطنه سواء داخل السلطة او خارجها وعزاء لكل مصري غيور على هذا الوطن يريد أن يعرف الحقيقه.
انتظروا الجزء الثانى مع" رجلا احبته مصر وشعبها "