تساؤلات

ما هو تأثير الأزمة المالية العالمية علي حياة الناس وبخاصة مديري الشركات.. وهل تسببت في تغيير حياتهم وسلوكياتهم.
في دراسة أجريت علي 5 دول منها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمانيا واليابان وهولندا تبين أن ساعات نوم المديرين بعد الأزمة أصبحت أقل من المعدلات السابقة بسبب التوتر والتخوف من الفشل أو فقدان وظائفهم.. فالمديرون في هذه الدول لا يجلسون علي مواقعهم حتي يأذن الله ويتم نقلهم إلي المقابر.. ولكن وجودهم مرتبط بالإنجاز.
خبراء الصحة الذين قاموا بتحليل هذه الدراسة أو المسح علي المديرين قالوا إن المدير الذي ينام أقل يزيد وزنه ويصاب بأمراض ضغط الدم ويصبح أكثر عرضة للأزمات القلبية. وهي مشكلات صحية خطيرة إذا لم يحصل المدير علي ساعات النوم الكافية ويحرص عليها وهي لا تقل عن 8 ساعات في اليوم.. وأوضحت هذه الدراسة أن المديرين في هذه الدول بعد الأزمة المالية العالمية التي لا تزال تتفاعل انخفضت مدة النوم لهم بنسبة 19% عن المعدلات السابقة.
وقالت إن الأمريكيين من المديرين هم الأكثر تضررا من الأزمة وزيادة القلق والتوتر وانخفاض ساعات النوم بنسبة 30% في اليوم.
ويأتي المدير الألماني في المرتبة الثانية وانخفضت ساعات نومه بواقع 27% والبريطاني 24% والياباني 20% والهولندي 12% وهو أقل المديرين تأثرا من هذه الأزمة ليس لأنها أزمة خطيرة ولكن بأسلوب التعامل معها..
وبعيدا عن هذه الدراسة فإن تداعيات أخري للأزمة المالية ظهرت في هذه الدول وهي زيادة حالات الانفصال والطلاق.. واللجوء إلي بيع السيارات الفاخرة أو الطائرات الصغيرة التي كان يحرص عليها هؤلاء المديرون ورؤساء الشركات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ان انفاقهم علي السياحة والعطلات قد تراجع بصورة ملحوظة وامتدت اجراءات الترشيد والتقشف إلي المباني الإدارية بعد أن أصبحت خالية من ماكينات صنع الشاي والقهوة المجانية أو عدم توافر ورق التواليت في الحمامات بعد أن كانت تضم من قبل العطور والمنظفات وغيرها..
ولكنها الأزمة.. وتداعياتها التي لم تتوقف عند تخفيض مرتبات المديرين.. ولكنها حالة قلق من ضياع الوظيفة ذاتها أو التخوف من أن يستيقظ المدير صباحا فيجد الشركة قد أفلست وأصبح في الشارع ولا يستطيع أن يعثر علي عمل بسهولة.
ولهذا تجد هؤلاء في حالة توتر وقلق وأصبحت العيادات النفسية هي المقصد الرئيسي لهم.. ولم تشهد هذه العيادات رواجا بمثل ما يتم حاليا وأكثر الزبائن كبار المديرين وأعوانهم وربما زوجاتهم وأولادهم الذين عجزوا عن التعامل مع الأزمة أو تداعياتها.
وعندما ننظر إلي ما يجري في العالم مع هؤلاء المديرين يشعر المراقب بدهشة.. فالشركات المصرية والمديرون ورؤساء الشركات العامة والخاصة والمشتركة لم يزحف إليهم أي نوع من القلق.
وساعات النوم تزيد.. والفشخرة لا حدود لها.. ورحلات السفاري والسياحة للخارج مستمرة.. وكأننا بمنأي عن الأزمة المالية العالمية.
المدير المصري لا يزال يعيش حالة غريبة وهي النوم في العسل.. والسبب الرئيسي أنه لا يحاسب عن الفشل وسواء حقق نجاحا أم لم يحقق.. وخسرت شركته أو ربحت فهو جاثم علي صدرها ويجلس ويتصدر رئاستها.
ولو كانت لدينا جهات مستقلة لاستطلاع الرأي والبحوث وقامت بإجراء دراسة عن المدير المصري فستكون المفاجأة أنه لا يشعر بالأزمة.. ولم يتحوط لتداعياتها وربما لو فكر في ذلك فإن أول ما يتجه إليه هو العمال وتقليص مستحقاتهم.. لكن مرتبات كبار المديرين في مصر مصونة ولا يقترب منها أحد.. وكأن الأزمة المالية لم تظهر بعد.
وإنفاق المدير المصري سواء في الشركات الكبري أو الصغري لايزال تحوطه حالات من الإسراف والمبالغة في تقدير مستحقاته والتي يحددها لنفسه أحيانا.. وقد يكون هذا مقبولاً في الماضي.
ولكن الآن الأزمة المالية تدق الأبواب وكبار المديرين في العالم يواجهون القلق وطار النوم من عيونهم وأصبحوا معرضين للأزمات القلبية وأصابهم ضغط الدم ولكن المدير المصري لا يزال يغط في نوم عميق. وكأنه نائم في العسل سواء كان أبيض أو أسود ولكنها صورة قاتمة لتوضح عجز المدير المصري عن التعامل مع الأزمة.
فهو يحصل علي مرتب عالمي ويقدم أداءً متواضعا أو دون المستوي. وهو أمر يستحق الحذر لأن تداعيات الأزمة المالية لا حدود لها.. ويخطيء من يتحدث عن خسائرها أو انكسارها خلال مدة معينة الآن فاتورة خسائرها لا تزال مفتوحة..
كلمات لها معني
الرشوة مظهر من مظاهر الضعف البشري ومن أثري بأفعال خبيثة أصبح فقيرا في شرفه.
* القاضي المرحوم د. رفعت خفاجي رئيس محكمة القيم





منقول عن جردة الجمهورية

بقلم عبدالله ناصر



نقلها لكم


DOODYMASTER